المسألة الثانية: في لفظ وراء قولان: الأول: وهو قول الأكثرين أن معناه بعد أي بعد إسحق يعقوب وهذا هو الوجه الظاهر. والثاني: أن الوراء ولد الولد، عن الشعبي أنه قيل له هذا ابنك، فقال نعم من الوراء، وكان ولد ولده، وهذا الوجه عندي شديد التعسف، واللفظ كأنه ينبو عنه.
قوله تعالى * (قالت يا ويلتا ءألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا إن هذا لشىء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) *.
في الآية مسائل:
المسألة الأولى: قال الفراء أصل الويل وي وهو الخزي، ويقال: وي لفلان أي خزي له فقوله ويلك أي خزي لك، وقال سيبويه: ويح زجر لمن أشرف على الهلاك، وويل لمن وقع فيه. قال الخليل: ولم أسمع على بنائه إلا ويح، وويس، وويك، وويه، وهذه الكلمات متقاربة في المعنى وأما قوله: * (يا ويلتا) * فمنهم من قال هذه الألف ألف الندبة وقال صاحب " الكشاف ": الألف في ويلتا مبدلة من ياء الإضافة في * (يا ويلتي) * وكذلك في يا لهفا ويا عجبا ثم أبدل من الياء والكسرة الألف والفتحة، لأن الفتح والألف أخف من الياء والكسرة.
أما قوله: * (أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا) * ففيه مسائل:
المسألة الأولى: قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو آلد بهمزة ومدة، والباقون بهمزتين بلا مد.
المسألة الثانية: لقائل أن يقول إنها تعجبت من قدرة الله تعالى والتعجب من قدرة الله تعالى يوجب الكفر، بيان المقدمة الأولى من ثلاثة أوجه: أولها: قوله تعالى حكاية عنها في معرض التعجب * (أألد وأنا عجوز) * وثانيها: قوله: * (إن هذا لشيء عجيب) * وثالثها: قول الملائكة لها * (أتعجبين من أمر الله) * وأما بيان أن التعجب من قدرة الله تعالى يوجب الكفر، فلأن هذا التعجيب يدل على جهلها بقدرة الله تعالى، وذلك يوجب الكفر.
والجواب: أنها إنما تعجبت بحسب العرف والعادة لا بحسب القدرة فإن الرجل المسلم لو أخبره