في معصية الله، فقد أنفق فيما لا نفع فيه.
ثم قال تعالى: * (إنه لا يحب المسرفين) * والمقصود منه الزجر، لأن كل مكلف لا يحبه الله تعالى فهو من أهل النار، والدليل عليه قوله تعالى: * (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم) * (المائدة: 18) فدل هذا على أن كل من أحبه الله فليس هو من أهل النار. وذلك يفيد من بعض الوجوه أن من لم يحبه الله فهو من أهل النار.
قوله تعالى * (ومن الانعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين * ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل ءآلذكرين حرم أم الأنثيين أما شتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين * ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل ءآلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهدآء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) *.
اعلم أنه تعالى لما ذكر كيفية إنعامه على عباده بالمنافع النباتية أتبعها بذكر إنعامه عليهم بالمنافع الحيوانية. فقال: * (ومن الأنعام حمولة وفرشا) * وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: " الواو " في قوله: * (ومن الأنعام حمولة وفرشا) * توجب العطف على ما تقدم