بمعنى صنع. قال الهذلي: وعليهما مسرودتان قضاهما * داود أو صنع السوابغ تبع أي صنعهما داود واحتج أبو عمرو على هذه القراءة بقوله: * (وهو خير الفاصلين) * قال والفصل يكون في القضاء، لا في القصص.
أجاب أبو علي الفارسي فقال القصص ههنا بمعنى القول. وقد جاء الفصل في القول قال تعالى: * (إنه لقول فصل) * وقال: * (أحكمت آياته ثم فصلت) * (هود: 1) وقال: * (نفصل الآيات) * (الأعراف: 32).
* (قل لو أن عندى ما تستعجلون به لقضى الامر بينى وبينكم والله أعلم بالظالمين * وعنده مفاتح الغيب لا يعلمهآ إلا هو ويعلم ما فى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين) *.
قوله تعالى: * (قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين) *.
اعلم أن المعنى * (لو أن عندي) * أي في قدرتي وإمكاني * (ما تستعجلون به) * من العذاب * (لقضي الأمر بيني وبينكم) * لأهلكتكم عاجلا غضبا لربي، واقتصاصا من تكذيبكم به. ولتخلصت سريعا * (والله أعلم بالظالمين) * وبما يجب في الحكمة من وقت عقابهم ومقداره، والمعنى: إني لا أعلم وقت عقوبة الظالمين. والله تعالى يعلم ذلك فهو يؤخره إلى وقته، والله أعلم.
قوله تعالى: * (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) *.
اعلم أنه تعالى قال في الآية الأولى * (والله أعلم بالظالمين) * يعني أنه سبحانه هو العالم بكل شيء فهو يعجل ما تعجيله أصلح ويؤخر ما تأخيره أصلح. وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى: المفاتح جمع مفتح. ومفتح، والمفتح بالكسر المفتاح الذي يفتح به والمفتح بفتح الميم الخزانة وكل خزانة كانت لصنف من الأشياء فهو مفتح، قال الفراء في قوله تعالى: * (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة) * (القصص: 76) يعني خزائنه فلفظ المفاتح يمكن أن يكون المراد منه المفاتيح ويمكن أن يراد