يؤم بها الحداة مياه نخل * وفيها عن أبانين ازورار (1) يعني: إعراضا وصدا.
وقد اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة ومكة والبصرة: " تزاور " بتشديد الزاي، بمعنى: تتزاور بتاءين، ثم أدغم إحدى التاءين في الزاي، كما قيل:
تظاهرون عليهم. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين: (تزاور) بتخفيف التاء والزاي، كأنه عنى به تفاعل من الزور. وروي عن بعضهم: " تزور " بتخفيف التاء وتسكين الزاي وتشديد الراء مثل تحمر، وبعضهم: " تزوار " مثل تحمار.
والصواب من القول في قراءة ذلك عندنا أن يقال: إنهما قراءتان، أعني (تزاور) بتخفيف الزاي، و (تزوار) بتشديدها معروفتان، مستفيضة القراءة بكل واحدة منهما في قراء الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب. وأما القراءتان الاخريان فإنهما قراءتان لا أرى القراءة بهما، وإن كان لهما في العربية وجه مفهوم، لشذوذهما عما عليه قراءة الأمصار. وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله (تزاور عن كهفهم) قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
17283 - حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، قال: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين) قال: تميل.
17284 - حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس (تزاور عن كهفهم ذات اليمين) يقول: تميل عنهم.
* - حدثي محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) يقول: تميل عن كهفهم يمينا وشمالا.
17285 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وترى