يا بن أمي ولو شهدتك إذ * تدعو تميما وأنت غير مجاب وإنما أثبت هؤلاء الياء في الأم لأنها غير مناداة، وإنما المنادي هو الابن دونها، وإنما تسقط العرب الياء من المنادى إذا أضافته إلى نفسها، لا إذا أضافته إلى غير نفسها، كما قد بينا. وقيل: إن هارون إنما قال لموسى عليه السلام: يا ابن أم، ولم يقل: يا ابن أبي، وهما لأب واحد وأم واحدة، استعطافا له على نفسه برحم الأم. وقوله: إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني يعني بالقوم الذين عكفوا على عبادة العجل، وقالوا هذا إلهنا وإله موسى، وخالفوا هارون. وكان استضعافهم إياه، تركهم طاعته واتباع أمره. وكادوا يقتلونني يقول: قاربوا ولم يفعلوا.
واختلفت القراء في قراءة قوله: فلا تشمت فقرأ قراء الأمصار ذلك: فلا تشمت بي الأعداء بضم التاء من تشمت وكسر الميم منها، من قولهم: أشمت فلان فلانا بفلان، إذا سره فيه بما يكرهه المشمت به. وروي عن مجاهد أنه قرأ ذلك: فلا تشمت بي الأعداء.
11761 - حدثني بذلك عبد الكريم، قال: ثنا إبراهيم بن بشار، قال: ثنا سفيان، قال: قال حميد بن قيس قرأ مجاهد: فلا تشمت بي الأعداء.
* - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، عن ابن عيينة، عن حميد، قال: قرأ مجاهد: فلا تشمت بي الأعداء.