القول في تأويل قوله تعالى: لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم.
يعني جل ثناؤه بقوله: لهم درجات لهؤلاء المؤمنين الذين وصف جل ثناؤه صفتهم درجات، وهي مراتب رفيعة.
ثم اختلف أهل التأويل في هذه الدرجات التي ذكر الله أنها لهم عنده ما هي، فقال بعضهم: هي أعمال رفيعة وفضائل قدموها في أيام حياتهم. ذكر من قال ذلك.
12190 - حدثني أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد: لهم درجات عند ربهم قال: أعمال رفيعة.
وقال آخرون: بل ذلك مراتب في الجنة. ذكر من قال ذلك.
12191 - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن هشام بن جبلة، عن عطية، عن ابن محيريز: لهم درجات عند ربهم قال: الدرجات سبعون درجة، كل درجة حضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة.
وقوله ومغفرة يقول: وعفو عن ذنوبهم وتغطية عليها. ورزق كريم قيل:
الجنة. وهو عندي ما أعد الله في الجنة لهم من مزيد المآكل والمشارب وهنئ العيش.
12192 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، عن هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة: ومغفرة قال: لذنوبهم. ورزق كريم قال: الجنة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ئ يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون) *.
اختلف أهل التأويل في الجالب لهذه الكاف التي في قوله: كما أخرجك وما الذي شبه باخراج الله نبيه (ص) من بيته بالحق. فقال بعضهم: شبه به في الصلاح للمؤمنين، اتقاؤهم ربهم، وإصلاحهم ذات بينهم، وطاعتهم الله ورسوله. وقالوا: معنى ذلك: يقول الله: وأصلحوا ذات بينكم، فإن ذلك خير لكم، كما أخرج الله محمدا (ص) من بيته بالحق كان خيرا له. ذكر من قال ذلك.
12193 - حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا داود، عن عكرمة: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين كما