وقد قال بعضهم: معنى ذلك: فإن انتهوا عن القتال.
والذي قلنا في ذلك أولى بالصواب، لان المشركين وإن انتهوا عن القتال، فإنه كان فرضا على المؤمنين قتالهم حتى يسلموا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير) *.
يقول تعالى ذكره: وإن أدبر هؤلاء المشركون عما دعوتموهم إليه أيها المؤمنون من الايمان بالله ورسوله وترك قتالكم على كفرهم، فأبوا إلا الاصرار على الكفر وقتالكم، فقاتلوهم وأيقنوا أن الله معينكم عليهم وناصركم. نعم المولى هو لكم، يقول: نعم المعين لكم ولأوليائه، ونعم النصير وهو الناصر.
12483 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: (وان تولوا) عن امرك إلى ما هم عليه من كفرهم (فان الله هو مولاكم) الذي أعزكم ونصركم عليهم يوم بدر في كثرة عددهم وقلة عددكم. (نعم المولى ونعم النصير).
تم الجزء التاسع من تفسير الإمام محمد جرير الطبري، ويليه الجزء العاشر وأوله: القول في تأويل قوله تعالى (واعلموا انما غنمتم من شئ)