فأرسل فرعون في المدائن حاشرين فحشروا عليه السحرة، فلما جاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين يقول: عطية تعطينا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم لمن المقربين.
11595 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم: أي كاثره بالسحرة لعلك أن تجد في السحرة من يأتي بمثل ما جاء به، وقد كان موسى وهارون خرجا من عنده حين أراهم من سلطانه، وبعث فرعون في مملكته، فلم يترك في سلطانه ساحر إلا أتي به. فذكر لي والله أعلم أنه جمع له خمسة عشر ألف ساحر فلما اجتمعوا إليه أمرهم أمره، وقال لهم: قد جاءنا ساحر ما رأينا مثله قط، وإنكم إن غلبتموه أكرمتكم وفضلتكم، وقربتكم على أهل مملكتي، قالوا: وإن لنا ذلك إن غلبناه؟ قال: نعم.
11596 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة، قال: السحرة كانوا سبعين. قال أبو جعفر: أحسبه أنه قال: ألفا.
11597 - قال ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا موسى بن عبيدة، عن ابن المنذر، قال: كان السحرة ثمانين ألفا.
11598 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن خيثمة، عن أبي سودة، عن كعب، قال: كان سحرة فرعون اثني عشر ألفا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قال نعم وإنكم لمن المقربين ئ قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين) *.
يقول جل ثناؤه: قال فرعون للسحرة إذ قالوا له: إن لنا عندك ثوابا إن نحن غلبنا موسى قال: نعم، لكم ذلك، وإنكم لممن أقربه وأدنيه مني. قالوا يا موسى يقول:
قالت السحرة لموسى: يا موسى اختر أن تلقي عصاك، أو نلقي نحن عصينا ولذلك أدخلت أن مع إما في الكلام لأنها في موضع أمر بالاختيار، فإن أن في موضع نصب لما وصفت من المعنى، لان معنى الكلام: اختر أن تلقي أنت، أو نلقي نحن، والكلام مع