11873 - حدثني يونس، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي موسى، عن الحسن، قال:
جاءتهم الحيتان تشرع في حياضهم كأنها المخاض، فأكلوا والله أو خم أكلة أكلها قوم قط، أسوأه عقوبة في الدنيا وأشده عذابا في الآخرة. وقال الحسن: وقتل المؤمن والله أعظم من أكل الحيتان.
11874 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، قال: كنت جالسا في المسجد، فإذا شيخ قد جاء وجلس الناس إليه، فقالوا: هذا من أصحاب عبد الله بن مسعود، فقال: قال ابن مسعود: واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر...
الآية، قال: لما حرم عليهم السبت كانت الحيتان تأتي يوم السبت، وتأمن وتجئ فلا يستطيعون أن يمسوها، وكان إذا ذهب السبت ذهبت، فكانوا يتصيدون كما يتصيد الناس.
فلما أرادوا أن يعدوا في السبت، اصطادوا، فنهاهم قوم من صالحيهم، فأبوا، وكثرهم الفجار، فأراد الفجار قتالهم، فكان فيهم من لا يشتهون قتاله، أبو أحدهم وأخوه أو قريبه.
فلما نهوهم وأبوا، قال الصالحون: إنا نباينهم، وإنا نجعل بيننا وبينهم حائطا ففعلوا، فلما فقدوا أصواتهم، قالوا: لو نظرتم إلى إخوانكم ما فعلوا فنظروا فإذا هم قد مسخوا قردة، يعرفون الكبير بكبره والصغير بصغره، فجعلوا يبكون إليهم. وكان هذا بعد موسى (ص).
القول في تأويل قوله تعالى:
* (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون) *.
يقول تعالى ذكره: فلما تركت الطائفة التي اعتدت في السبت ما أمرها الله به من ترك الاعتداء فيه وضيعت ما وعظتها الطائفة الواعظة وذكرتها ما ذكرتها به من تحذيرها عقوبة الله على معصيتها فتقدمت على استحلال ما حرم الله عليها، أنجى الله الذين ينهون منهم عن السوء، يعني عن معصية الله، واستحلال حرمه. وأخذنا الذين ظلموا يقول: وأخذ الله الذين اعتدوا في السبت فاستحلوا فيه ما حرم الله من صيد السمك وأكله، فأحل بهم بأسه وأهلكهم. بعذاب شديد بئيس بما كانوا يفسقون يخالفون أمر الله، فيخرجون من طاعته إلى معصيته، وذلك هو الفسق.