والفكر فيها، لاضلال الله إياهم، ولو هداهم الله لاعتبروا وتدبروا فأبصروا رشدهم ولكن الله أضلهم فلا يبصرون رشدا ولا يهتدون سبيلا، ومن أضله عن الرشاد فلا هادي له. ولكن الله يدعهم في تماديهم في كفرهم وتمردهم في شركهم يترددون، ليستوجبوا الغاية التي كتبها الله لهم من عقوبته وأليم نكاله. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) *.
اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: يسألونك عن الساعة فقال بعضهم:
عني بذلك قوم رسول الله (ص) من قريش، وكانوا سألوا عن ذلك رسول الله (ص). ذكر من قال ذلك.
11998 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: قالت قريش لمحمد (ص): إن بيننا وبينك قرابة، فأسر إلينا متى الساعة فقال الله: يسألونك كأنك حفي عنها.
وقال آخرون: بل عني به قوم من اليهود. ذكر من قال ذلك.
11999 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، قال: ثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال حمل بن أبي قشير وسمول بن زيد لرسول الله (ص): يا محمد أخبرنا متى الساعة إن كنت نبيا كما تقول، فإنا نعلم متى هي فأنزل الله تعالى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي... إلى قوله: ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
12000 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن طارق