وقد بينا معنى الرجز فيما مضى من كتابنا هذا بشواهده المغنية عن إعادتها.
وأولى القولين بالصواب في هذا الموضع أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن فرعون وقومه أنهم لما وقع عليهم الرجز، وهو العذاب والسخط من الله عليهم، فزعوا إلى موسى بمسألته ربه كشف ذلك عنهم وجائز أن يكون ذلك الرجز كان الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، لان كل ذلك كان عذابا عليهم، وجائز أن يكون ذلك الرجز كان طاعونا. ولم يخبرنا الله أي ذلك كان، ولا صح عن رسول الله (ص) بأي ذلك كان خبر فنسلم له.
فالصواب أن نقول فيه كما قال جل ثناؤه: ولما وقع عليهم الرجز ولا نتعداه إلا بالبيان الذي لا تمانع فيه بين أهل التأويل، وهو لما حل بهم عذاب الله وسخطه، قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك يقول: بما أوصاك وأمرك به، وقد بينا معنى العهد فيما مضى لئن كشفت عنا الرجز يقول: لئن رفعت عنا العذاب الذي نحن فيه، لنؤمنن لك يقول: لنصدقن بما جئت به ودعوت إليه ولنقرن به لك، ولنرسلن معك بني إسرائيل يقول: ولنخلين معك بني إسرائيل فلا نمنعهم أن يذهبوا حيث شاءوا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون) *.
يقول تعالى ذكره: فدعا موسى ربه، فأجابه، فلما رفع الله عنهم العذاب الذي أنزله بهم إلى أجل هم بالغوه ليستوفوا عذاب أيامهم التي جعلها الله لهم من الحياة أجلا إلى وقت هلاكهم، إذا هم ينكثون يقول: إذا هم ينقضون عهودهم التي عاهدوا ربهم وموسى، ويقيمون على كفرهم وضلالهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك.
11683 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله تعالى: إلى أجل هم بالغوه قال: عدد مسمى لهم من أيامهم.
* - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.