شئ. ومعنى أكتب في هذا الموضع: أكتب في اللوح الذي كتب فيه التوراة للذين يتقون يقول: للقوم الذين يخافون الله ويخشون عقابه على الكفر به والمعصية له في أمره ونهيه، فيؤدون فرائضه، ويجتنبون معاصيه.
وقد اختلف أهل التأويل في المعنى الذي وصف الله هؤلاء القوم بأنهم يتقونه، فقال بعضهم: هو الشرك. ذكر من قال ذلك.
11811 - حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: فسأكتبها للذين يتقون يعني الشرك.
وقال آخرون: بل هو المعاصي كلها. ذكر من قال ذلك.
11812 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: فسأكتبها للذين يتقون معاصي الله.
وأما الزكاة وإيتاؤها، فقد بينا صفتها فيما مضى بما أغنى عن إعادته.
وقد ذكر عن ابن عباس في هذا الموضع أنه قال في ذلك ما:
11813 - حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: ويؤتون الزكاة قال: يطيعون الله ورسوله.
فكأن ابن عباس تأول ذلك بمعنى أنه العمل بما يزكي النفس ويطهرها من صالحات الأعمال.
وأما قوله: والذين هم بآياتنا يؤمنون فإنه يقول: وللقوم الذين هم بأعلامنا وأدلتنا يصدقون ويقرون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) *.
وهذا القول إبانة من الله جل ثناؤه عن أن الذين وعد موسى نبيه عليه السلام أن يكتب