لربهم. واعتل قارئو ذلك كذلك بأنه في إحدى القراءتين: قالوا لئن لم ترحمنا ربنا وتغفر لنا، وذلك دليل على الخطاب.
والذي هو أولى بالصواب من القراءة في ذلك القراءة على وجه الخبر بالياء في يرحمنا وبالرفع في قوله ربنا، لأنه لم يتقدم ذلك ما يوجب أن يكون موجها إلى الخطاب. والقراءة التي حكيت على ما ذكرنا من قراءتها: قالوا لئن لم ترحمنا ربنا لا نعرف صحتها من الوجه الذي يجب التسليم إليه. ومعنى قوله: لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا: لئن لم يتعطف علينا ربنا بالتوبة برحمته، ويتغمد بها ذنوبنا، لنكونن من الهالكين الذين حبطت أعمالهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين) *.
يقول تعالى ذكره: ولما رجع موسى إلى قومه من بني إسرائيل، رجع غضبان أسفا، لان الله كان قد أخبره أنه قد فتن قومه، وأن السامري قد أضلهم، فكان رجوعه غضبان أسفا لذلك. والأسف: شدة الغضب والتغيظ به على من أغضبه. كما:
11744 - حدثني عمران بن بكار الكلاعي، قال: ثنا عبد السلام بن محمد الحضرمي، قال: ثني شريح بن يزيد، قال: سمعت نصر بن علقمة، يقول: قال أبو الدرداء: قول الله: غضبان أسفا، قال: الأسف: منزلة وراء الغضب أشد من ذلك، وتفسير ذلك في كتاب الله: ذهب إلى قومه غضبان، وذهب أسفا.
وقال آخرون في ذلك ما: 11745 - حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
أسفا قال: حزينا. 11746 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا يقول: أسفا حزينا.