المعنى، قد قرأ بكل واحدة منهما أئمة من القراء، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب في قراءته الصواب.
وقوله: قد جئتكم ببينة من ربكم يقول: قال موسى لفرعون وملئه: قد جئتكم ببرهان من ربكم يشهد أيها القوم على صحة ما أقول وصدق ما أذكر لكم من إرسال الله إياي إليكم رسولا، فأرسل يا فرعون معي بني إسرائيل، فقال له فرعون: إن كنت جئت بآية، يقول: بحجة وعلامة شاهدة على صدق ما تقول. فأت بها إن كنت من الصادقين. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ئ ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين) *.
يقول جل ثناؤه: فألقى موسى عصاه فإذا هي ثعبان مبين قال حية، مبين يقول: تتبين لمن يراها أنها حية.
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
11573 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: فإذا هي ثعبان مبين قال: تحولت حية عظيمة. وقال غيره: مثل المدينة.
11574 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: فإذا هي ثعبان مبين يقول: فإذا هي حية كادت تتسوره، يعني كادت تثب عليه.
11575 - حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
فإذا هي ثعبان مبين والثعبان: الذكر من الحيات، فاتحة فاها، واضعة لحيها الأسفل في الأرض، والأعلى على سور القصر. ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه، فلما رآها ذعر منها، ووثب فأحدث، ولم يكن يحدث قبل ذلك، وصاح: يا موسى خذها وأنا مؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل فأخذها موسى فعادت عصا.
11576 - حدثني عبد الكريم بن الهيثم، قال: ثنا إبراهيم بن بشار، قال: ثنا سفيان بن عيينة، قال: ثنا أبو سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس: فإذا هي ثعبان مبين قال: ألقى العصا فصارت حية، فوضعت فقما لها أسفل القبة، وفقما لها أعلى القبة