بسم الله الرحمن الرحيم القول في تأويل قوله تعالى:
* (قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين) *.
يقول تعالى ذكره: قال الملا الذين استكبروا يعني بالملأ: الجماعة من الرجال، ويعني بالذين استكبروا: الذين تكبروا عن الايمان بالله والانتهاء إلى أمره واتباع رسوله شعيب لما حذرهم شعيب بأس الله على خلافهم أمر ربهم، وكفرهم به. لنخرجنك يا شعيب ومن تبعك وصدقك وآمن بك، وبما جئت به معك من قريتنا. (أو لتعودن في ملتنا) يقول: لترجعن أنت وهم في ديننا وما نحن عليه. قال شعيب مجيبا لهم: أولو كنا كارهين؟
ومعنى الكلام: أن شعيبا قال لقومه: أتخرجوننا من قريتكم، وتصدوننا عن سبيل الله، ولو كنا كارهين لذلك؟ ثم أدخلت ألف الاستفهام على واو أولو. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شئ علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) *.
يقول جل ثناؤه: قال شعيب لقومه، إذ دعوه إلى العود إلى ملتهم والدخول فيها، وتوعدوه بطرده ومن تبعه من قريتهم إن لم يفعل ذلك هو وهم: قد افترينا على الله