* - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: وأنا أول المؤمنين قال: أنا أول قومي إيمانا.
* - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا أبو سعد، قال: سمعت مجاهدا يقول في قوله: وأنا أول المؤمنين قال: أول قومي آمن.
وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في قوله: وأنا أول المؤمنين على قول من قال:
معناه: أنا أول المؤمنين من بني إسرائيل لأنه قد كان قبله في بني إسرائيل مؤمنون وأنبياء، منهم ولد إسرائيل لصلبه، وكانوا مؤمنين وأنبياء، فلذلك اخترنا القول الذي قلناه قبل.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) *.
يقول تعالى ذكره: قال الله لموسى: يا موسى إني اصطفيتك على الناس يقول:
اخترتك على الناس برسالاتي إلى خلقي، أرسلتك بها إليهم. وبكلامي كلمتك وناجيتك دون غيرك من خلقي. فخذ ما آتيتك يقول: فخذ ما أعطيتك من أمري ونهي وتمسك به، واعمل به، يريد وكن من الشاكرين لله على ما آتاك من رسالته، وحصل به من النجوى بطاعته في أمره ونهيه والمسارعة إلى رضاه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين) *.
يقول تعالى ذكره: وكتبنا لموسى في ألواحه. وأدخلت الألف واللام في الألواح بدلا من الإضافة، كما قال الشاعر:
(والأحلام غير عوازب)