أخرجك ربك من بيتك بالحق... الآية: أي إن هذا خير لكم، كما كان إخراجك من بيتك بالحق خيرا لك.
وقال آخرون: معنى ذلك: كما أخرجك ربك يا محمد من بيتك بالحق على كره من فريق من المؤمنين كذلك هم يكرهون القتال، فهم يجادلونك فيه بعد ما تبين لهم. ذكر من قال ذلك.
12194 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق قال: كذلك يجادلونك في الحق.
* - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق كذلك يجادلونك في الحق، القتال.
12195 - قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق قال: كذلك أخرجك ربك.
12196 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: أنزل الله في خروجه يعني خروج النبي (ص) إلى بدر ومجادلتهم إياه، فقال: كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون لطلب المشركين، يجادلونك في الحق بعدما تبين.
اختلف أهل العربية في ذلك، فقال بعض نحويي الكوفيين: ذلك أمر من الله لرسوله (ص) أن يمضي لامره في الغنائم، على كره من أصحابه، كما مضى لامره في خروجه من بيته لطلب العير وهم كارهون. وقال آخرون منهم: معنى ذلك: يسألونك عن الأنفال مجادلة كما جادلوك يوم بدر، فقالوا: أخرجتنا للعير، ولم تعلمنا قتالا فنستعد له. وقال بعض نحويي البصرة: يجوز أن يكون هذا الكاف في: كما أخرجك على قوله:
أولئك هم المؤمنون حقا كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وقيل: الكاف بمعنى على.
وقال آخرون منهم: هي بمعنى القسم. قال: ومعنى الكلام: والذي أخرجك ربك.
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال في ذلك بقول