* - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا ابن المبارك، عن عبد الملك، عن عطاء: يسألونك عن الأنفال قال: يسألونك فيما شذ من المشركين إلى المسلمين في غير قتال من دابة أو عبد، فهو نفل للنبي (ص).
وقال آخرون: النفل: الخمس الذي جعله الله لأهل الخمس. ذكر من قال ذلك.
12151 - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: يسألونك عن الأنفال قال: هو الخمس. قال المهاجرون: لم يرفع عنا هذا الخمس؟ لم يخرج منا؟ فقال الله: هو لله والرسول.
12152 - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا عباد بن العوام، عن الحجاج، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: أنهم سألوا النبي (ص) عن الخمس بعد الأربعة الأخماس، فنزلت: يسألونك عن الأنفال.
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب في معنى الأنفال قول من قال: هي زيادات يزيدها الامام بعض الجيش أو جميعهم إما من سلبه على حقوقهم من القسمة، وإما مما وصل إليه بالنفل، أو ببعض أسبابه، ترغيبا له وتحريضا لمن معه من جيشه على ما فيه صلاحهم وصلاح المسلمين، أو صلاح أحد الفريقين. وقد يدخل في ذلك ما قال ابن عباس من أنه الفرس والدرع ونحو ذلك، ويدخل فيه ما قاله عطاء من أن ذلك ما عاد من المشركين إلى المسلمين من عبد أو فرس لان ذلك أمره إلى الامام إذا لم يكن ما وصلوا إليه لغلبة وقهر، يفعل ما فيه صلاح أهل الاسلام، وقد يدخل فيه ما غلب عليه الجيش بقهر.
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصواب، لان النفل في كلام العرب إنما هو الزيادة على الشئ، يقال منه: نفلتك كذا، وأنفلتك: إذا زدتك، والأنفال: جمع نفل ومنه قول لبيد بن ربيعة:
إن تقوى ربنا خير نفل * وباذن الله ريثي وعجل