جمع صورة ينفخ فيها روحها فتحيا، كقولهم سور لسور المدينة، وهو جمع سورة، كما قال جرير:
(سور المدينة والجبال الخشع) والعرب تقول: نفخ في الصور، ونفخ الصور. ومن قولهم: نفخ الصور، قول الشاعر:
لولا ابن جعدة لم تفتح قهندزكم * ولا خراسان حتى ينفخ الصور والصواب من القول في ذلك عندنا ما تظاهرت به الاخبار عن رسول الله (ص)، أنه قال: إن إسرافيل قد التقم الصور وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ وأنه قال: الصور قرن ينفخ فيه. وذكر عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله: يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة يعني: أن عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور.
10466 - حدثني به المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثنا معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، في قوله: عالم الغيب والشهادة يعني: أن عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور.
فكأن ابن عباس تأول في ذلك أن قوله: عالم الغيب والشهادة اسم الفاعل الذي لم يسم في قوله: يوم ينفخ في الصور وأن معنى الكلام: يوم ينفخ الله في الصور عالم الغيب والشهادة، كما تقول العرب: أكل طعامك عبد الله، فتظهر اسم الآكل بعد أن قد جرى الخبر بما لم يسم آكله. وذلك وإن كان وجها غير مدفوع، فإن أحسن من ذلك أن يكون قوله: عالم الغيب والشهادة مرفوعا على أنه نعت ل الذي في قوله: وهو الذي