تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٦٩
[أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا (151) والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما (152)] ولا واسطة، إذ الحق لا يختلف، فإن الايمان بالله إنما يتم بالايمان برسله وتصديقهم فيما بلغوا عنه تفصيلا وإجمالا، فالكافر ببعض ذلك كالكافر بالكل في الضلال، كما قال:
أولئك هم الكافرون: أي الكاملون في الكفر، لا عبرة بإيمانهم هذا.
حقا: مصدر مؤكد لغيره، أو صفة لمصدر الكافرين، يعني هم الذين كفروا كفرا حقا، أي يقينا محققا.
وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا: يهينهم ويذلهم.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: هم الذين أقروا برسول الله وأنكروا أمير المؤمنين (عليهما السلام) (1)، ومعناه: أن ذلك كفر ببعض الرسل، أي بما جاء به من ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكذلك الذين أقروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) وبأمير المؤمنين وأنكروا ما قرراه من الشرع الظاهر وآمنوا بأمر آخر سموه باطنا، وسموا الايمان به إيمانا حقيقيا.
والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم: وآمنوا بجميعهم وجميع ما جاؤوا به.
وإنما دخل " بين " على " أحد " وهو يقتضي متعددا، لعمومه، من حيث أنه وقع في سياق النفي.

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 157 س 12 في تفسيره لآية 151 من سورة النساء.
(٦٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 664 665 666 667 668 669 670 671 672 673 674 ... » »»
الفهرست