تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٦٤
[يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أو لياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطنا مبينا (144) إن المنفقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا (145)] يراؤونهم غير ذاكرين مذبذبين، أو واو " يذكرون "، أو منصوب على الذم والمعنى، مرددين بين الايمان والكفر، من الذبذبة، وهو جعل الشئ مضطربا، وأصله الذب بمعنى الطرد.
وقرئ بكسر الذال بمعنى يذبذبون قلوبهم، أو دينهم. أو يتذبذبون، كقولهم صلصل بمعنى تصلصل.
وقرئ بالدال الغير المعجمة، بمعنى أخذوا تارة في دبة وتارة في دبة أخرى، وهي الطريقة (1).
لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء: لا يصيرون إلى المؤمنين بالكلية، ولا إلى الكافرين كذلك يظهرون الايمان كما يظهره المؤمنون، ولكن لا يضمرونه كما يضمرون، ويضمرون الكفر كما يضمره الكافرون ولكن لا يظهرونه كما يظهرون.
ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا: إلى الحق والصواب، ونظيره قوله تعالى:
" ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " (2).
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين: فإنه صنيع المنافقين وديدنهم، فلا تتشبهوا بهم.

(١) نقل القراءات المذكورة البيضاوي في تفسيره: ج ١ ص ٢٥١ لاحظ تفسيره لآية ١٤٣ من سورة النساء.
(٢) النور: ٤٠.
(٦٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 659 660 661 662 663 664 665 666 667 668 669 ... » »»
الفهرست