أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطنا مبينا: حجة بينة، فإن موالاة الكافرين دليل على النفاق، أو سلطانا يسلط عليكم عقابه.
إن المنفقين في الدرك الأسفل من النار: وهي الطبقة التي في قعر جهنم، لأنهم أخبث الكفرة، إذ ضموا إلى الكفر استهزاء بالاسلام وخداع للمسلمين.
وللنار دركات وللجنة درجات. وإنما سميت طبقاتها دركات، لأنها متداركة متتابعة بعضها فوق بعض.
وقرأ الكوفيون بسكون الراء، وهو لغة، كالسطر والسطر، والتحريك أوجه لأنه يجمع على إدراك.
وفي كتاب الاحتجاج: عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام): معاشر الناس، سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون، معاشر الناس، إن الله وأنا بريئان منهم، معاشر الناس، إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار، ولبئس مثوى المتكبرين (1).
ولن تجد لهم نصيرا: يخرجهم منه.
وفي روضة الكافي: بإسناده إلى أبي عبد الله، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): واعلم أن المنكرين هم المكذبون وأن المكذبين هم المنافقون وأن الله قال للمنافقين - وقوله الحق - " ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا " (2).