تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٥٨
عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها " إلى آخر الآية (1) فقال: إنما عن بهذه الرجل يجحد الحق ويكذب به، ويقع في الأئمة، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان (2).
إنكم إذا مثلهم: في الكفر إن رضيتم به، وإلا ففي الاثم لقدرتكم على الانكار والاعراض.
وفي من لا يحضره الفقيه: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصية لا بنه محمد ابن الحنفية: ففرض على السمع أن لا تصغي به إلى المعاصي فقال (عز وجل): " وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " (3). والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
إن الله جامع المنفقين والكافرين في جهنم جميعا: فإذا كان لقاعد معهم مثلهم، والله جامعهم في جهنم، فيجمع القاعد معهم فيها.
وقيل: إن هذا يؤيد أن يكون المراد بالقاعدين قوما من المنافقين، فعلى هذا يكون معناه: إن الله يجمع المنافقين، أي القاعدين والكافرين، أي المقعود معهم في جهنم جميعا، وعلى هذا يلزم أن يكون قوله: " إذا " مستدركا، لان المنافقين مثل الكافرين، قعدوا معهم أم لم يقعدوا، و " إذا " ملغاة، لوقوعها بين الاسم والخبر، ولذلك لم يذكر بعدها الفعل: وإفراد " مثلهم " لأنه كالمصدر، أو بالاستغناء بالإضافة إلى الجمع.
وقرئ بالفتح على البناء لاضافته إلى مبني، كقوله: " مثل ما أنكم

(١) وفي الآية إيماء إلى من يجالسهم ولا ينهاهم هو من المنافقين كائنا من كان، أي سواء كان من أقا ربك أم من الأجانب، وسواء كان ظاهرا من أهل ملتك أم لا وسواء كان ظاهرا من أهل العلم أم لا، وسواء كان من الحكام أو غيرهم إذا لم تخف ضررا (مرآة العقول: ج ١١ ص ٩٠).
(٢) الكافي: ج ٢ ص ٣٧٧ كتاب الايمان والكفر، باب مجالسة أهل المعاصي، ح ٨.
(٣) من لا يحضره الفقيه: ج ٢ ص ٣٨٢ باب 227 الفروض على الجوارح قطعة من ح 1.
(٦٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 653 654 655 656 657 658 659 660 661 662 663 ... » »»
الفهرست