عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (عز وجل): " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها " إلى آخر الآية (1) فقال: إنما عن بهذه الرجل يجحد الحق ويكذب به، ويقع في الأئمة، فقم من عنده ولا تقاعده كائنا من كان (2).
إنكم إذا مثلهم: في الكفر إن رضيتم به، وإلا ففي الاثم لقدرتكم على الانكار والاعراض.
وفي من لا يحضره الفقيه: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصية لا بنه محمد ابن الحنفية: ففرض على السمع أن لا تصغي به إلى المعاصي فقال (عز وجل): " وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " (3). والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
إن الله جامع المنفقين والكافرين في جهنم جميعا: فإذا كان لقاعد معهم مثلهم، والله جامعهم في جهنم، فيجمع القاعد معهم فيها.
وقيل: إن هذا يؤيد أن يكون المراد بالقاعدين قوما من المنافقين، فعلى هذا يكون معناه: إن الله يجمع المنافقين، أي القاعدين والكافرين، أي المقعود معهم في جهنم جميعا، وعلى هذا يلزم أن يكون قوله: " إذا " مستدركا، لان المنافقين مثل الكافرين، قعدوا معهم أم لم يقعدوا، و " إذا " ملغاة، لوقوعها بين الاسم والخبر، ولذلك لم يذكر بعدها الفعل: وإفراد " مثلهم " لأنه كالمصدر، أو بالاستغناء بالإضافة إلى الجمع.
وقرئ بالفتح على البناء لاضافته إلى مبني، كقوله: " مثل ما أنكم