تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٦١
إن المنفقين يخدعون الله وهو خدعهم: سبق في سورة البقرة.
وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى: متثاقلين على نحو المكره على الفعل.
وقرئ " كسالى " بالفتح، وهما جمع كسلان.
في الكافي: سهل، عن ابن محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قال أبي لبعض ولده: إياك والكسل والضجر، فإنهما يمنعانك من حظك من الدنيا والآخرة (1).
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كسل عن طهوره وصلاته فليس فيه خير لأمر آخرته، ومن كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير الامر دنياه (2).
علي بن محمد رفعه قال: قال أمير المؤمنين علي (صلوات الله عليه): إن الأشياء لما ازدوجت، ازدوج الكسل والضجر، فنتجا بينهما الفقر (3).
يراءون الناس: ليخالوهم مؤمنين.
والمراءاة، المفاعلة، بمعنى التفعيل، كنعم وناعم، أو للمقابلة، فإن المرائي يرى من يرائيه عمله وهو يريه استحسانه.
ولا يذكرون الله إلا قليلا: إذ المرائي لا يفعل إلا بحضرة من يرائيه، وهو أقل أحواله، أو لان ذكره باللسان قليل بالإضافة إلى الذكر بالقلب، ولا يذكرونه بالقلب، وإنما يذكرونه باللسان فقط للمراءاة، أو لان ذكرهم الله بالقلب قليل بالقياس إلى ما يخطر ببالهم من مراءاة من يراؤونه.
وقيل: المراد بالذكر الصلاة.
وقيل: الذكر فيها، فإنهم لا يذكرون فيها غير التكبير (4).

(١) الكافي: ج ٥ ص ٨٥ كتاب المعيشة، باب كراهية الكسل ح ٢.
(٢) الكافي: ج ٥ ص ٨٥ كتاب المعيشة، باب كراهية الكسل ح ٣.
(٣) الكافي: ج ٥ ص ٨٦ كتاب المعيشة، باب كراهية الكسل ح ٨.
(٤) من قوله (والمراءاة) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢٥١، لاحظ تفسيره لآية 142 من سورة النساء.
(٦٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 656 657 658 659 660 661 662 663 664 665 666 ... » »»
الفهرست