تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٥١
الشرف والمزية وعلو الطبقة فيكون هذا في الوعد نظير قوله * (ذوقوا ما كنتم تعملون) * في الوعيد. * (ولهم فيها أزواج مطهرة) * مما يستقذر من النساء ويذم من أحوالهن كالحيض والدرن ودنس الطبع وسوء الخلق فإن التطهير يستعمل في الأجسام والأخلاق والأفعال وقرئ مطهرات وهما لغتان فصيحتان يقال النساء فعلت وفعلن وهن فاعلة وفواعل قال (وإذا العذارى بالدخان تقنعت واستعجلت نصب القدور فملت) فالجمع على اللفظ والإفراد على تأويل الجماعة ومطهرة بتشديد الطاء وكسر الهاء بمعنى متطهرة ومطهرة أبلغ من طاهرة ومطهرة للإشعار بأن مطهرا طهرهن وليس هو إلا الله عز وجل والزوج يقال للذكر والأنثى وهو في الأصل لما له قرين من جنسه كزوج الخف فإن قيل فائدة المطعوم هو التغذي ودفع ضرر الجوع وفائدة المنكوح التوالد وحفظ النوع وهي مستغنى عنها في الجنة قلت مطاعم الجنة ومناكحها وسائر أحوالها إنما تشارك نظائرها الدنيوية في بعض الصفات والاعتبارات وتسمى بأسمائها على سبيل الاستعارة والتمثيل ولا تشاركها في تمام حقيقتها حتى تستلزم جميع ما يلزمها وتفيد عين فائدتها.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»