الأنبياء، فأنزل الله: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم " إلى " سميع عليم " قالوا: فهو خير منك يا محمد؟ قال: (قال - ظ) الله: " قل إني رسول الله إليكم جميعا " (2).
ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم، ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضابا وقالوا زيادة: الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقول في ابن عمه، وذلك قول الله: " إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا " (3).
عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) في هذه الآية قال: نزلت في عبد الله بن أبي سرح (4) الذي بعثه عثمان إلى مصر، قال: وازدادوا كفرا، حتى لم يبق فيه من الايمان شئ (5).
عن أبي بصير قال: سمعته يقول في هذه الآية: من زعم أن الخمر حرام، ثم شربها، ومن زعم أن الزنا حرام، ثم زنا، ومن زعم أن الزكاة حق ولم يؤدها (6).
لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا: إذ يستبعد منهم أن يتولوا عن الكفر ويثبتوا على الايمان، فإن قلوبهم ضربت بالكفر وبصائرهم عميت، لا أنهم لو أخلصوا الايمان لم يقبل منهم ولم يغفر لهم.
وخبر كان في أمثال ذلك محدوف، وتعلق به اللام، مثل لم يكن الله مريدا ليغفر لهم.