تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٧
[ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (24) فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (25)] بينهم، أو التوراة. لما نقل أنه (عليه السلام) دخل مدارسهم فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد: على أي دين أنت؟ فقال: على دين إبراهيم، فقال له نعيم:
إن إبراهيم كان يهوديا، فقال هلموا إلى التوراة ليحكم بيننا وبينكم، فأبيا (1).
وقيل: نزلت في الرجم، وقد اختلفوا فيه.
وقرئ " ليحكم " على البناء [للمفعول] فيكون الاختلاف فيما بينهم.
ثم يتولى فريق منهم: استبعاد لتوليهم مع علمهم بأن الرجوع إليه واجب.
وهم معرضون: حال من " فريق " لتخصيصه بالصفة، أي وهم قوم عادتهم الاعراض عن الحق، وهو نهاية التقريع.
ذلك: أي الاعراض.
بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات: بسبب تسهيلهم أمر العذاب.
وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون: من قولهم السابق، أو أن آبائهم الأنبياء يشفعون لهم، أو أنه تعالى وعد يعقوب أن لا يعذب أولاده. إلا تحلة القسم، وتكرير الكذب والافتراء يصيره في صورة الصدق عند قائله ومفتريه.
فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه: تكذيب لقولهم: " لن تمسنا النار إلا أياما " ولغرورهم بما كانوا يفترون.

(1) أنوار التنزيل: ج 1 ص 154 في تفسير آية 22 من سورة آل عمران.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست