تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٣
حالة أن تتقوا منهم، أي تخافوا من جهتهم.
و " تقاة " مصدر، اما بمعنى ما يجب اتقاءة فيكون مفعولا به، أو بمعناه فيكون مفعولا مطلقا، والفعل معدى ب‍ (من) لأنه في معنى تحذروا وتخافوا.
وقرأ يعقوب: (تقية) (1).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل يقول فيه لبعض اليونانيين: وأمرك أن تستعمل التقية في دينك، فإن الله يقول: " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة " وإياك ثم إياك أن تتعرض للهلاك وأن تترك التقية التي أمرتك بها فإنك شائط بدمك ودماء إخوانك معرض لنعمك ولنعمهم للزوال مذلهم في أيدي أعداء الله وقد امرك بإعزازهم (2).
وفي تفسير العياشي: عن الحسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) [عن أبيه عليه السلام] قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
لا إيمان لمن لا تقية له، ويقول: فإن الله يقول: " إلا أن تتقوا منهم تقاة " (3).
وفي أصول الكافي: علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن إسماعيل الجعفي، ومعمر بن يحيى بن بسام، ومحمد بن مسلم وزرارة قالوا: سمعنا أبا جعفر (عليه السلام) يقول: التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له (4).
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التقية ترس الله بينه وبين خلقه (5).
ويحذركم الله نفسه: في موالاة الكفار من غير ضرورة، وترك التقية في

(١) أنوار التنزيل ج ١ ص ١٥٥ في تفسير لآية ٢٨ من سورة آل عمران.
(٢) الاحتجاج: ص ٢٣٩ احتجاجه على من قال: بزوال الادواء بمداوات الأطباء.. ط. بيروت.
(٣) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٦٦ ح ٢٤.
(٤) الكافي: ج ٢ ص ٢٢٠ كتاب الايمان والكفر، باب التقية، ح ١٨.
(٥) الكافي: ج ٢ ص ٢٢٠ كتاب الايمان والكفر، باب التقية، ح 19.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست