تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٧
ومما جاء في معنى الاصطفاء ما رواه في شرح الآيات الباهرة عن الشيخ الطوسي " رحمه الله " قال: روى أبو جعفر القلانسي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن يونس بن حباب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران استبشروا وإذا ذكروا آل محمد اشمأزت قلوبهم، والذي نفس محمد بيده لو أن أحدهم وافى بعمل سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل الله منه حتى يوافي بولايتي وولاية علي بن أبي طالب (عليهما السلام) (1).
وفي روضة الكافي: علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " توقد من شجرة مباركة " فأصل الشجرة المباركة إبراهيم (عليه السلام) وهو قول الله عز وجل: " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " وهو قول الله عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " (2) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي أمالي الصدوق (رحمه الله) بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال محمد بن أشعث بن قيس الكندي للحسين (عليه السلام): يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليس لغيرك؟ فتلا الحسين (عليه السلام) هذه الآية:
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض " الآية [ثم] قال: والله إن محمدا لمن آل إبراهيم، والعترة الهادية لمن آل محمد (3). والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
والله سميع عليم: بأقوال الناس وأعمالهم، فيصطفي من له المصلحة في اصطفائه.

(١) لا يوجد عندنا هذا الكتاب، ورواه الشيخ الطوسي في أماليه: ج ١ ص ١٤٠ الجزء الخامس، بسند آخر.
(٢) الكافي: ج ٨ ص ٣٨١ تفسير آيات من القرآن ح 574.
(3) الأمالي للصدوق: ص 134 المجلس الثلاثون ح 1.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست