تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٩٨
وأولي الأمر منكم " وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة الجاهلية). وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان علي (عليه السلام)، وقال الآخرون: وكان معاوية، ثم كان الحسن ثم كان الحسين، وقال الآخرون: يزيد بن معاوية وحسين بن علي ولا سواء ولا سواء، قال: ثم سكت، ثم قال: أزيدك؟ فقال له حكم الأعور: نعم جعلت فداك قال: ثم كان علي بن الحسين، ثم كان محمد بن علي أبا جعفر، وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر وفتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس، فهكذا يكون الامر، والأرض لا تكون إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه، إذ بلغت نفسك هذه، وأهوي بيده إلى حلقه وانقطعت عنك الدنيا، تقول حينئذ: لقد كنت على أمر حسن (1).
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): قال علي (عليه السلام) في خطبة له: إن الله ذو الجلال والاكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده وأرسل رسولا منهم وأنزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرائضه فكانت الجملة قول الله (جل ذكره) حيث أمر فقال: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا فانقلبتم على أعقابكم وارتددتم ونقضتم الامر منكم ونكثتم العهد ولم يضر الله شيئا وقد أمر كم أن تردوا الامر إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم المستنبطين للعلم فأقر رتم ثم جحدتم (2).
وفي كتاب معاني الأخبار: عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه سأله: ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا؟ فقال: أن لا يعرف من أمر الله

(١) الكافي: ج ٢ ص ١٩ كتاب الايمان. والكفر، باب دعائم الاسلام، ح ٦.
(٢) الاحتجاج: ج ١ ص ١٦، احتجاجه (عليه السلام) على طلحة والزبير. ط بيروت.
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»
الفهرست