تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٤
في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللائي لا تأتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع " فنصف الآية في أول السورة ونصفها على رأس المائة وعشرين آية وذلك أنهم كانوا لا يستحلون أن يتزوجوا يتيمة قد ربوها فسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك فأنزل الله (عز وجل): " يستفتونك في النساء " إلى قوله: " مثنى وثلاث ورباع " (1).
وإنما عبر عنهن ب‍ (ما) ذهابا إلى الصفة، أو إجراء لهن مجرى غير العقلاء، لنقصان عقلهن.
وقرئ " تقسطوا " بفتح التاء، على أن (لا) مزيدة، أي إن خفتم أن تجوروا.
مثنى وثلث وربع: أي اثنين، وثلاث ثلاث وأربع أربع، منصوبة على الحال من فاعل طاب، أو مما طاب بالفتحة، لأنها غير منصرفة، للعدل والصفة، فإنها بنيت على الصفات، وإن لم تبن أصولها لها. وقيل: لتكرير العدل، فإنها معدولة باعتبار الصيغة وباعتبار التكرير، لأنها أخرجت عن الأوزان الأصلية، وعن التكرير إلى الواحدة، ومعناه التخيير في العدد لكل أحد إلى أربع.
وإنما أتى بهذه الصيغ، وبالواو، دون كلمة أو، إذ لو أفردت وقيل: اثنتين وثلاثا وأربعا كان المعنى تجويز الجمع بين هذه الاعداد، دون التوزيع. ولو ذكرت ي‍ (أو) لذهب تجويز الاختلاف في العدد. وإنما لم يذكر الآحاد، لان المراد نفي الحرج في الزائد.
وفي تفسير العياشي: عن يونس بن عبد الرحمن، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في كل شئ إسراف إلا في النساء، قال الله تعالى: " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع (2) وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس الغيرة إلا

(١) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٣٠.
(٢) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢١٨ ح 13.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست