تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٥١
أو لغير البلغ، والحكم مقيد، وكأنه قال: وآتوهم إذا بلغوا، ويؤيد الأول ما نقل أن رجلا من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم، فلما بلغ طلب المال منه، فمنعه، فنزلت، فلما سمعها العم قال: أطعنا الله ورسوله، نعوذ بالله من الحوب الكبير (1).
ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب: قيل: لا تستبدلوا الحرام من أموالهم بالحلال من أموالكم. أو الامر الخبيث، وهو اختزال أموالهم بالامر الطيب الذي هو حفظها، وقيل: ولا تأخذوا الرفيع من أموالهم وتعطوا الخسيس مكانها.
والبيضاوي ضعفه بأن هذا تبديل وليس بتبدل (2).
ولا تأكلوا أموالهم إلى أمولكم: ولا تأكلوها مضمومة إلى أموالكم، مسوين بينهما، وهذا حلال والآخر حرام، يعني فيما زاد على أجره، لقوله تعالى: " فليأكل بالمعروف " (3) إنه كان حوبا كبيرا: ذنبا عظيما.
وقرئ حوبا، وهو مصدر حاب يحوب حوبا.
وقرئ حابا، كقال، بناء على أنه حوب بفتح الواو (4).
وفي تفسير العياشي: عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أو أبي الحسن (عليه السلام): " انه كان حوبا كبيرا " قال: هو مما يخرج الأرض من أثقالها (5).

(١) من قوله (اليتامى) إلى هنا مقتبس من أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج ١ ص ٢: ٢ في تفسيره لآية ٢ من سورة النساء.
(٢) من قوله: قيل لا تستبدلوا إلى هنا مقتبس من تفسير (البيضاوي): ج ١ ص ٢٠٢ فلا حظ.
(٣) النساء: ٦.
(٤) وقرأ الحسن (حوبا) بفتح الحاء، وهو مصدر حاب حوبا، وقرئ: حابا. ونظير الحوب والحاب: القول والقال والطرد والطرد (الكشاف: ج ١ ص ٤٦٦).
(٥) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢١٧ ح 11.
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»
الفهرست