تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٧١
بدر، قطيفة حمراء، ففقدت، فقال رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مالنا لا نرى القطيفة؟ لا أظن إلا رسول الله أخذها، فأنزل الله في ذلك " وما كان لنبي أن يغل " الآية، فجاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إن فلانا غل قطيفة، فأخبأها هنالك فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحفر ذلك الموضع، فأخرج القطيفة (1).
ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة: أي يأتي بما غل من النار يوم القيامة، أي يجعل ما غل في النار ويكلف بأن يخرجه منها.
كما رواه علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: " وما كان لنبي أن يغل " قال: فصدق الله لم يكن الله ليجعل نبيا غالا " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة " من غل شيئا رآه يوم القيامة في النار، ثم يكلف أن يدخل إليه فيخرجه من النار (2).
وفي أمالي الصدوق (رحمه الله): بإسناده إلى الصادق (عليه السلام)، - حديث طويل - يقول فيه: إن رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوه بوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء، حتى أظهره الله على القطيفة، وبرأ نبيه (صلى الله عليه وآله) من الخيانة، وأنزل في كتابه " وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة " (3).
ثم توفى كل نفس ما كسبت: تعطى جزاء ما كسبت وافيا.
وكان الظاهر أن يقال: ثم يوفى ما كسب، لكنه عمم الحكم ليكون كالبرهان على المقصود والمبالغة فيه، فإنه إذا كان كل كاسب مجزيا بعمله، فالغال مع عظم جرمه أولى.
وهم لا يظلمون: فلا ينقص ثواب مطيعهم، ولا يزاد عقاب عاصيهم.

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 126 في تفسيره لقوله تعالى: " وما كان لنبي أن يغل ".
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 122 في تفسيره لقوله تعالى: " ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ".
(3) الأمالي للصدوق: ص 92 المجلس الثاني والعشرون ح 3، والحديث طويل جدا.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست