تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٣١
وفي مجمع البيان: وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار (1).
وروى عن النبي (صلى الله عليه وآله): ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة (2).
وهم يعلمون: حال من فاعل " يصروا " أي لم يصروا على قبيح فعلهم عالمين به.
وفي أمالي الصدوق (رحمه الله): بإسناده إلى الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: لما نزلت هذه الآية صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور (3)، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية، فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، قال: لست لها، فقام آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوسواس الخناس: أنا لها، فقال: مما ذا؟ قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة، فإذا واقعوا الخطيئة أنساهم الاستغفار، فقال: أنت لها، فوكله بها إلى يوم القيامة (4).
وفي تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رحم الله عبدا لم يرض من نفسه أن يكون إبليس نظيرا له في دينه، وفي كتاب

(١) مجمع البيان: ج ٢ ص ٥٠٦ في نقل المعنى لقوله تعالى: " والذين إذا فعلوا فاحشة " الآية.
(٢) تفسير الصافي: ج ١ ص ٣٥٢ في تفسيره لقوله تعالى: و " ولم يصروا على ما فعلوا " ورواه في الكشاف:
ج ١ ص ٤١٦ في تفسيره للآية، وسنن الترمذي: ج ٥ ص ٥٥٨ كتاب الدعوات باب ١٠٧ ح ٣٥٥٩.
(٣) اسم جبل بمكة فيه الغار الذي اختفى فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال الجوهري: ثور جبل بمكة وفيه الغار المذكور في القرآن يقال له: أطحل، وقال الزمخشري: ثور أطحل من جبال مكة بالمفجر من خلف مكة على طريق اليمن (تلخيص من معجم البلدان: ج ٢ ص ٨٦ باب الثاء والواو وما يليهما، في لغة ثور).
(4) الأمالي للصدوق: ص 376 المجلس الحادي والسبعون، ح 5.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست