تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٩
[وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم ويعلم الصبرين (142)] ويتخذ منكم شهداء: ويكرم منكم بالشهادة يريد شهداء أحد أو يتخذ منكم شهودا معدلين بما صودف منهم من الثبات والصبر على الشدائد. أو شهودا وعلماء بما ينعم على المؤمنين ويمددهم.
والله لا يحب الظالمين: الذين يضمرون خلاف ما يظهرون، أو الكافرين.
وهو اعتراض. وفيه تنبيه على أنه تعالى لا ينصر الكافرين على الحقيقة، وإنما يديل لهم أحيانا استدراجا وابتلاء للمؤمنين.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما رجع من أحد فلما دخل المدينة نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم ولا يخرج معك إلا من به جراحة، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مناديا ينادي: يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويشدونها فأنزل الله على نبيه " ولا تهنوا في ابتغاء القوم ان تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون " (1) وقال (عز وجل): " إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها ين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء " فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح (2).
وليمحص الله الذين آمنوا: ليطهرهم ويصفيهم من الذنوب إن كانت الدولة عليهم.

(١) النساء: ١٠٤.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 12.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست