تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٢
[أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنت تجرى من تحتها الأنهر خلدين فيها ونعم أجر العملين (136)] الله نجاة من الردى، وبصيرة عن العمى، ودليل إلى الهدى، وشفاء لما في الصدور فيما أمركم الله به من الاستغفار مع التوبة، قال الله: " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " (1) فهذا ما أمر الله به من الاستغفار واشترط معه التوبة والاقلاع عما حرم الله، فإنه يقول: " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " (2) فهذه الآية تدل على أن الاستغفار لا يرفعه إلى الله إلا العمل الصالح والتوبة (3).
وفي روضة الكافي: بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: وإياكم والاصرار على شئ مما حرم الله في ظهر القرآن وبطنه وقد قال: " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " (4).
أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنت تجرى من تحتها الأنهر خلدين فيها ونعم أجر العملين: خبر للذين إن ابتدأت به، وجملة مستأنفة مبينة لما قبلها إن عطفته على " المتقين " أو على " الذين ينفقون ". وتنكير " جنات " على الأول يدل على أن ما لهم أدون مما للمتقين الموصوفين بتلك الصفات المذكورة في الآية المتقدمة، وكفاك فارقا بين القبيلين أنه فصل آيتهم، بأن بين أنهم محسنون مستوجبون لمحبة الله

(٢٣٢)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست