تعالى، وذلك لأنهم حافظوا على حدود الشرع، وتخطوا إلى التخصيص بمكارمه، وفصل آية هؤلاء بقوله: " ونعم أجر العاملين " لان المتدارك لتقصيره كالعامل لتحصيل بعض ما فوت على نفسه، وكم بين المحسن والمتدارك والمحبوب والأجير.
ولعل تبديل لفظ الجزاء بالاجر لهذه النكتة.
والمخصوص بالمدح محذوف، تقديره: ونعم أجر العاملين ذلك، يعني المغفرة والجنات.
وفي أمالي الصدوق (رحمه الله): محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله) قال:
حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: أخبرنا أحمد بن صالح بن سعد التميمي، قال:
حدثنا موسى بن داود قال: حدثنا الوليد بن هشام قال: حدثنا هشام بن حسان، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي قال: دخل معاذ بن جبل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) باكيا، فسلم فرد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال: ما يبكيك يا معاذ؟ فقال: يا رسول الله، إن بالباب شابا طري الجسد، نقي اللون، حسن الصورة، يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها، يريد الدخول عليك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ادخل علي الشاب يا معاذ، فأدخله عليه فسلم، فرد (عليه السلام)، ثم قال: ما يبكيك يا شاب؟
قال: كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا إن أخذني الله (عز وجل) ببعضها أدخلني نار جهنم، ولا أراني إلا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هل أشركت بالله شيئا؟ قال: أعوذ بالله أن أشرك به شيئا، قال:
أقتلت النفس التي حرم الله؟ قال: لا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي، قال الشاب: فإنها أعظم من الجبال الرواسي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يغفر الله ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورما لها وأشجارها وما فيها من الخلق، قال: فإنها أعظم من الأرضين السبع وبحارها ورما لها وأشجارها وما فيها من الخلق، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يغفر لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسي، قال: فإنها أعظم من ذلك، قال: