تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٢
وشيئا، وليس حيث ذهبت، ولكني أخبرك أن الله (تبارك وتعالى) لما أخبر نبيه أن يظهر ولاية علي (عليه السلام)، ففكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم وذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله (1) وحسدهم له عليها، ضاق عن ذلك، فأخبر الله أنه ليس له من هذا الامر شئ، إنما الامر فيه إلى الله أن يصير عليا وصيه وولي الامر بعده، فهذا عنى الله، وكيف لا يكون له من الامر شئ، وقد فوض الله إليه أن جعل ما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام، قوله: " وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (2) (3).
وعن جابر قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قوله لنبيه " ليس لك من الامر شئ " فسره لي؟ فقال: يا جابر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان حريصا أن يكون علي (عليه السلام) من بعده على الناس، وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قلت: فما معنى ذلك؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسوله (صلى الله عليه وآله): " ليس لك من الامر شئ " يا محمد في علي، الامر إلي في علي وفي غيره، ألم أنزل عليك فيما أنزلت من كتابي إليك " ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " الآيات (4) قال: ففوض رسول الله (صلى الله عليه وآله) الامر إليه (5).
ومعنى قوله (عليه السلام): (أن يكون علي بعده على الناس) أن يكون خليفة له عليهم في الظاهر أيضا من غير دافع له.
قال البيضاوي: روي أن عتبة بن أبي وقاص شجه يوم أحد وكسر رباعيته، فجعل (صلى الله عليه وآله وسلم) يمسح الدم عن وجهه ويقول: كيف يفلح قوم

(١) سقط هنا من بعض النسخ المخطوطة ما لفظه (كان أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبمن أرسله، وكان أنصر الناس لله ولرسوله، وأقتلهم لعدوهما وأشدهم بغضا لمن خالفهما، وفضل علمه الذي لم يساوه أحد، ومناقبه التي لا تحصى شرفا، فلما فكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في عداوة قومه له في هذه الخصال).
(٢) الحشر: ٧.
(٣) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٩٧ ح ١٣٩.
(٤) العنكبوت: ٢.
(٥) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٩٧ ح 140 مع تفاوت يسير وزيادة ونقيصة، فلا حظ.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست