تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٧
العفو عمن ظلمنا (1).
عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام): ما تجرعت جرعة أحب إلى من جرعة غيظ لا أكافي صاحبها (2).
والعافين عن الناس: التاركين عقوبة من استحقوا مؤاخذته.
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالعفو، فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا، فتعافوا يعزكم الله (3) (4).
وفي مجمع البيان: روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن ولاء في أمتي قليل إلا من عصمه الله، وقد كانوا كثيرا في الأمم الماضية (5).
والله يحب المحسنين: يحتمل الجنس، ويدخل تحته هؤلاء، والعهد فيكون الإشارة إليهم.
وفي مجمع البيان: روي أن جارية لعلي بن الحسين (عليهما السلام) جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يدها فشجه، فرفع رأسه إليها، فقالت له الجارية: إن الله تعالى يقول: " والكاظمين الغيظ " فقال لها: كظمت غيظي، قالت: " والعافين عن الناس " قال: عفى الله عنك، قالت: " والله يحب المحسنين " قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله (6).

(١) الخصال: ص ١٠ باب الواحد، مروءة أهل البيت (عليهم السلام) خصلة ح ٣٣.
(٢) الخصال: ص ٢٣ باب الواحد، خصلة لا يتحبب بها حمر النعم، ح ٨١ وصدر الحديث (ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم، وما تجرعت إلخ).
(٣) قوله: فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا في الدنيا: لان من عرف بالعفو ساد وعظم في القلوب، فيزيده عزة، أوفي الآخرة لأنه يوجب زيادة الاجر، ورفع الدرجة (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني:
ج ٨ ص ٣٠٢).
(٤) الكافي: ج ٢ ص ١٠٨ كتاب الايمان والكفر، باب العفو، ح 5.
(5) مجمع البيان: ج 2 ص 505 فصل في ذيل آية 134 من سورة آل عمران " والعافين عن الناس ".
(6) مجمع البيان: ج 2 ص 505 فصل في ذيل آية 134 من سورة آل عمران: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ".
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست