تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٣
[ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم (129) يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافا مضعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون (130) واتقوا النار التي أعدت للكافرين (131) وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون (132)] خضبوا وجه نبيهم بالدم فنزلت.
وقيل: هم أن يدعوا عليهم فنهاه الله تعالى، لعلمه بأن فيهم من يؤمن (1).
ولله ما في السماوات وما في الأرض: خلقا وملكا، فله الامر كله.
يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء: فيه دلالة على نفي وجوب التعذيب.
والله غفور رحيم: لعباده، فلا تبادر إلى الدعاء عليهم.
في مجمع البيان: قيل: إنما ألهم الله الامر في التعذيب والمغفرة، ليقف المكلف بين الخوف والرجاء، ويلتفت إلى هذا قول الصادق (عليه السلام): لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا (2).
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربوا أضعافا مضعفة: لا تزيدوا زيادات مكررة.
ولعل التخصيص بحسب الواقع، إذ كان الرجل منهم يربى إلى أجل ثم يزيد فيه زيادة أخرى حتى يستغرق بالشئ الطفيف مال المديون.
وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب " مضعفة ".

(1) أنوار التنزيل واسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 181 في تفسيره لقوله تعالى: " ليس لك من الامر شئ ".
(2) مجمع البيان: ج 2 ص 502 في نقل المعنى لقوله تعالى: " يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ".
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست