[بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فور هم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين (125)] أن لا يكفيكم ذلك، وإنما جئ ب " لن "، إشعارا بأنهم كانوا لآيسين من النصر، لضعفهم وقلتهم وقوة العدو وكثرتهم.
وقرأ ابن عامر " منزلين " بالتشديد، للتكثير، أو للتدريج.
قيل: أمدهم الله يوم بدر، أولا بألف من الملائكة، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف (1).
بلى: إيجاب لما بعد " لن " أي بلى يكفيكم، ثم وعد لهم الزيادة على الصبر والتقوى حثا عليهما وتقوية لقلوبهم، فقال:
إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم: أي المشركون.
من فورهم هذا: من ساعتهم هذه. وهو في الأصل مصدر فارت القدر، إذا غلت، فاستعير للسرعة، ثم أطلق للحال التي لا ريب فيها ولا تراخي، أي يأتي المشركون في الحال.
يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة: بلا تراخ وتأخير.
مسومين: معلمين، من التسويم الذي هو إظهار سيماء الشئ، أو مرسلين من التسويم بمعنى الاسامة.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بكسر الواو.
وفي تفسير العياشي: عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كانت على الملائكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر (2).