[كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صرط مستقيم (101)] قيل: نزلت في نفر من الأوس والخزرج كانوا جلوسا يتحدثون فمر بهم شامر بن قيس اليهودي، فغاظوا تألفهم واجتماعهم، فأمر شابا من اليهود أن يجلس إليهم ويذكرهم يوم (بعاث) (1) وينشدهم بعض ما قيل فيه، وكان الظفر في ذلك اليوم للأوس، ففعل، فتنازع القوم وتفاخروا وتغاضبوا، وقالوا: السلاح السلاح، واجتمع مع القبيلتين خلق عظيم، فتوجه إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه، فقال: أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذا أكرمكم الله بإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بين قلوبكم، فعلموا أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح، واستغفروا، وعانق بعضهم بعضا، وانصرفوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
وإنما خاطبهم الله تعالى بنفسه بعد ما أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) بأن يخاطب أهل الكتاب، إظهارا لجلالة قدرهم، وإشعارا بأنهم هم الأحقاء بأن يخاطبهم تعالى ويكلمهم.
وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله: إنكار