اعتدى عند بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني قالت فلما حللت ذكرت له ان معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه واما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد قالت فكرهته ثم قال انكحي أسامة بن زيد فنكحته فجعل الله فيه خيرا كثيرا واغتبطت به في هذا الخبر دلالة على أن إجازة الجرح للضعفاء من جهة النصيحة لتجتنب الرواية عنهم وليعدل عن الاحتجاج بأخبارهم لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر في أبى جهم انه لا يضع عصاه عن عاتقه وأخبر عن معاوية انه صعلوك لا مال له عند مشورة استشير فيها لا تتعدى المستشير كان ذكر العيوب الكامنة في بعض نقلة السنن التي يؤدى السكوت عن اظهارها عنهم وكشفها عليهم إلى تحريم الحلال وتحليل الحرام والى الفساد في شريعة الاسلام أولى بالجواز وأحق بالاظهار واما الغيبة التي نهى الله تعالى عنها بقوله عز وجل ولا يغتب بعضكم بعضا وزجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها بقوله يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فهي ذكر الرجل عيوب أخيه يقصد بها الوضع منه والتنقيص له والازراء به فيما لا يعود إلى حكم النصيحة وايجاب الديانة من التحذير عن ائتمان الخائن وقبول خبر الفاسق واستماع شهادة الكاذب وقد تكون الكلمة الواحدة لها معنيان مختلفان على حسب اختلاف حال قائلها في بعض الأحوال يأثم قائلها وفى حالة أخرى لا يأثم مثال ذلك ما أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة عن عائشة انها ذكرت امرأة وقالت إنها قصيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتبتيها وأخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر
(٥٧)