الله صلى الله عليه وسلم بما لهم وما عليهم وبعث علي بن أبي طالب في تلك السنة فقرأ عليهم في مجمعهم يوم النحر آيات من سورة براءة ونبذ إلى قوم على سواء وجعل لقوم مددا ونهاهم عن أمور فكان أبو بكر وعلى معروفين عند أهل مكة بالفضل والدين والصدق وكان من جهلهما وأحدهما من الحاج وجد من يخبره عن صدقهما وفضلهما ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعث واحد إلا والحجة قائمة بخبره على من بعثه إليه إن شاء الله تعالى قال الشافعي وفرق النبي صلى الله عليه وسلم عمالا على نواحي عرفنا أسماءهم والمواضع التي فرقهم عليها فبعث قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر وابن نويرة إلى عشائرهم لعلمه بصدقهم عندهم وقدم عليه وفد البحرين فعرفوا من معه فبعث معهم بن سعيد بن العاص وبعث معاذ بن جبل إلى اليمن وأمره ان يقاتل بمن اطاعه من عصاه ويعلمهم ما فرض الله عليهم ويأخذ منهم ما وجب عليهم لمعرفتهم بمعاذ ومكانه منهم وصدقه فيهم وكل من ولى فقد أمره بأخذ ما أوجب الله على من ولاه عليه ولم يكن لاحد عندنا في أحد ممن قدم عليه من أهل الصدق ان يقول أنت واحد وليس لك ان تأخذ منا ما لم نسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه علينا ولا أحسبه بعثهم مشهورين في النواحي التي بعثهم إليها بالصدق الا لما وصفت من أن تقوم الحجة بمثلهم على من بعثه إليه حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال حدثني عبد الملك الميموني قال ثنا أحمد بن حنبل بحديث بن عباس حين سأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث قصة يقول فيها عمر وكان لي أخ يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما واشهده يوما فإذا غبت جاءني بما يكون من الوحي وما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت له في هذا حجة بخبر يجئ به الرجل وحده قال نعم فاستحسنه
(٤٧)