ورواه سعيد بن منصور عن ابن عيينة عن الزهري عن السائب وسماه عبيد الله وزاد قال ابن عيينة فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب قال فرأيت عمر يجلده كذا في شرح الزرقاني.
وفيه دليل على أن المثلث العنبي إذا أسكر يصير حراما قليله وكثيره فيه سواء، ولذلك لم يستفصل عمر رضي الله عنه هل شرب منه قليلا أو كثيرا. قال الحافظ: والذي أحله عمر من الطلاء ما لم يكن يبلغ حد الإسكار فإذا بلغ لم يحل عنده انتهى.
وفي المحلى شرح الموطأ وفي رواية محمود بن لبيد عن عمر دلالة على حل المثلث العنبي لأنه في تلك الحالة غالبا لا يسكر، فإن كان يسكر حرم، وعلى ذلك يحمل الطلاء الذي حد عمر شاربه انتهى.
والحاصل أن الطلاء لا يسكر غالبا ولكن أحيانا يسكر إن اشتد وأحيانا يخدر، وعمر رضي الله عنه شرب الطلاء وأمر الناس بشربه ما لم يكن يبلغ حد الإسكار، فلما بلغ حد الإسكار ضرب الحد لشاربه لكونه شاربا للمسكر، وأما من خدر بشربه فما قال له عمر رضي الله عنه شيئا للفرق عنده بين المسكر والمخدر وإن كان عنده شئ واحد لضرب الحد على شارب المخدر كما ضرب الحد على شارب المسكر والله أعلم وعلمه أتم.
وأما الكلام على الزعفران والعنبر خصوصا على طريق الطب فأقول إن كيفيات الأدوية وأفعالها وخواصها لا تثبت على بدن الإنسان ببرهان إني ولا ببرهان لمي بل تثبت أفعالها وخواصها بالتجارب، وقد ثبت بالتجربة أن العنبر يقوي الحواس وأما سائر الأشياء المسكرة، فينتشر الحواس فالقول بسكر العنبر من عجب العجاب، ومن أباطيل الأقوال ومخالف لكلام القدماء الأطباء بأسرها، فإن واحدا منهم ما ذهب إلى سكره.
قال الشيخ في القانون: عنبر ينفع الدماغ والحواس وينفع القلب جدا. انتهى مختصرا.
وفي التذكرة للشيخ داود: عنبر ينفع سائر أمراض الدماغ الباردة طبعا وغيرها خاصية ومن الجنون والشقيقة والنزلات وأمراض الأذن والأنف وعلل الصدر والسعال شما وأكلا وكيف كان فهو أجل المفردات في كل ما ذكر شديد التفريح خصوصا بمثله بنفسج ونصفه صمغ أو في الشراب مفردا، ويقوي الحواس ويحفظ الأرواح انتهى مختصرا.
وقد ثبت بالتجربة أن الزعفران يفرح القلب فرحا شديدا ويقويه ولا يسكر أبدا وأن