حديث جدامة ثم علم أنه لا يضر فأذن به كما في رواية جدامة انتهى. قلت: وكذا يفهم من صنيع المؤلف فإنه ذكر أولا حديث أسماء في الامتناع ثم ذكر حديث الجواز أي حديث جدامة.
واعترض عليه السندي فقال هذا بعيد لأن مفاد حديث جدامة أنه أراد النهي ولم ينه وحديث أسماء فيه نهي فكيف يكون حديث أسماء قبل حديث جدامة.
وأيضا لو كان على زعم العرب لما استحسن القسم بالله كما عند ابن ماجة. فالأقرب أنه صلى الله عليه وسلم نهى عنه بعد حديث جدامة حيث حقق أنه يضر إلا أن الضرر قد يخفى إلى الكبر انتهى.
قلت: وهذا صنيع الإمام ابن ماجة فإنه ذكر أولا حديث جدامة ثم ذكر حديث أسماء والله أعلم.
قال المنذري: والحديث أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
(باب في تعليق التمائم) (إن الرقي) بضم الراء وفتح القاف مقصور جمع رقية قال الخطابي: وأما الرقي فالمنهي عنه هو ما كان منها بغير لسان العرب فلا يدرى ما هو ولعله قد يدخله سحرا أو كفرا وأما إذا كان مفهوم المعنى وكان فيه ذكر الله سبحانه فإنه مستحب متبرك به والله أعلم (والتمائم) جمع التميمة وهي التعويذة التي لا يكون فيها أسماء الله تعالى وآياته المتلوة والدعوات المأثورة تعلق على الصبي. قال في النهاية: التمائم جمع تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم فأبطلها الاسلام (والتولة) قال الخطابي يقال إنه ضرب من السحر قال الأصمعي: وهو الذي يحبب المرأة إلى زوجها انتهى.
قال القاري: والتوله بكسر التاء وبضم وفتح الواو نوع من السحر أو خيط يقرأ فيه من السحر أو قرطاس يكتب فيه شئ من السحر للمحبة أو غيرها (شرك) أي كل واحد منهما قد يفضي إلى الشرك إما جليا وإما خفيا قال القاضي: وأطلق الشرك عليها إما لأن المتعارف منها في عهده ما كان معهودا في الجاهلية وكان مشتملا على ما يتضمن إلى الشرك أو لأن اتخاذها يدل