عون المعبود - العظيم آبادي - ج ٨ - الصفحة ١٨٣
أصيبوا أعطينا الذي سئلنا كما عند مسلم. والمعنى أن قريشا جمعا جموعا من قبائل شتى وقالوا نقدم أتباعنا إلى قتال المسلمين ومقابلتهم فإن كان للأتباع شئ من الفتح أو حصول المال كنا شريكهم في ذلك، وإن أصيبوا هؤلاء بالقتل والأخذ والذلة أعطينا المسلمين الذي سئلنا من الخراج أو العهد أو غير ذلك (إلا أنمتموه) من أنام أي قتلتموه. وقد عمل بذلك الصحابة. ففي مسلم " فما أشرف يومئذ لهم أحد إلا أناموه " وفي لفظ له " فانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله وما أحد منهم يوجه إلينا شيئا.
قال النووي: قوله إلا أناموه أي ما ظهر لهم أحد إلا قتلوه فوقع إلى الأرض أو يكون بمعنى أسكنوه بالقتل كالنائم يقال نامت الريح إذا سكنت، وضربه حتى سكن أي مات، ونامت الشاة أو غيرها ماتت. قال الفراء: النائمة الميتة انتهى.
قال الحافظ: والجمع بين هذا وبين ما جاء من تأمينه لهم أن التأمين علق بشرط وهو ترك قريش المجاهرة بالقتال، فلما جاهروا به واستعدوا للحرب انتفى التأمين (فنادى منادى) وفي بعض النسخ مناد بحذف الياء وهو الظاهر (لا قريش بعد اليوم) وهذا صريح في أنهم أثخنوا فيهم القتل بكثرة فهو مؤيد لرواية الطبراني أن خالدا قتل منهم سبعين (من ألقى السلاح فهو آمن) فألقى الناس سلاحهم وغلقوا أبوابهم (وعمد) من باب ضرب أي قصد (صناديد قريش) أي أشرافهم وأعضادهم ورؤساؤهم والواحد صنديد (فغص بهم) أي امتلأ البيت بهم وازدحموا حتى صاروا كأنهم احتبسوا.
قال الخطابي: قوله: " لا يشرفن لكم أحد إلا أنمتموه " دليل على أنه إنما عقد لهم الأمان على شرط أن يكفوا عن القتال وأن يلقوا السلاح، فإن تعرضوا له أو لأصحابه زال الأمان وحلت دماؤهم. وجملة الأمر في قصة فتح مكة أنه لم يكن أمرا منبرما في أول ما بذل لهم الأمان ولكنه كان أمرا مظنونا مترددا بين أن يقبلوا الأمان ويمضوا على الصلح وبين أن يحاربوا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم أهبة القتال ودخل مكة وعلى رأسه المغفر إذ لم يكن من أمرهم على يقين ولا من وفائهم على ثقة، فلذلك عرض الالتباس في أمرها والله أعلم.
وقد اختلف الناس في ملك دور مكة ورباعها وكراء بيوتها، فروى عن عمر رضي الله عنه أنه ابتاع دار السجن بأربعة آلاف درهم وأباح طاوس وعمرو بن دينار بيع رباع مكة وكراء
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب في الشاة يضحي بها عن جماعة 3
2 باب الإمام يذبح بالمصلى 6
3 باب حبس لحوم الأضاحي 6
4 باب في النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة 8
5 باب في المسافر يضحى 9
6 باب في ذبائح أهل المتاب 9
7 باب ما جاء في أكل معاقرة الاعراب 12
8 باب الذبيحة بالمروة 13
9 باب في ذبيحة المتردية 17
10 باب في المبالغة في الذبح 17
11 باب ما جاء في ذكاة الجنين 18
12 باب أكل اللحم لا يدري أذكر اسم الله عليه أم لا 22
13 باب في العتيرة 23
14 باب في العقيقة 25
15 باب اتخاذ الكلب للصيد وغيره 34
16 باب في الصيد 35
17 باب إذا قطع من الصيد قطعة 43
18 باب في اتباع الصيد 43
19 أول كتاب الوصايا باب ما جاء فيما يؤمر به من الوصية 45
20 باب ما جاء فيما يجوز للموصي في ماله 46
21 باب ما جاء في كراهية الاضرار في الوصية 48
22 باب ما جاء في الدخول في الوصايا 50
23 باب ما جاء في نسخ الوصية للوالدين والأقربين 51
24 باب ما جاء في وصية للوارث 51
25 باب مخالطة اليتيم في الطعام 52
26 باب ما جاء فيما لولي اليتيم أن ينال من مال اليتيم 53
27 باب ما جاء متي ينقطع اليتيم 53
28 باب ما جاء في التشديد في أكل اليتيم 55
29 باب ما جاء في الدليل على أن كفن من جميع رأس المال 56
30 باب ما جاء في الرجل يهب الهبة ثم يوصي له بها أو يرثها 57
31 باب ما جاء في الرجل يوقف الوقف 58
32 باب ما جاء في الصدقة عن الميت 61
33 باب ما جاء فيمن مات عنه [من] غير وصية يتصدق عنه 63
34 باب ما جاء في وصية الحربي يسلم وليه أيلزمه أن ينفذها 64
35 باب ما جاء في الرجل يموت وعليه دين له وفاء يستنظر غرماؤه ويرفق بالوارث 65
36 أول كتاب الفرائض باب ما جاء في تعليم الفرائض 66
37 باب في الكلالة 67
38 باب من كان ليس له ولد وله أخوات 68
39 باب ما جاء في ميراث الصلب 69
40 باب في الجدة 72
41 باب ما جاء في ميراث الجدة 72
42 باب ما جاء في ميراث الجد 73
43 باب في ميراث العصبة 74
44 باب في ميراث ذوي الأرحام 75
45 باب في ميراث ابن الملاعنة 82
46 باب هل يرث المسلم الكافر 85
47 باب فيمن أسلم على الميراث 88
48 باب في الولاء 90
49 باب في الرجل يسلم على يدي الرجل 93
50 باب في بيع الولاء 95
51 باب في المولود يستهل ثم يموت 95
52 باب نسخ ميراث العقد بميراث الرحم 96
53 باب في الحلف 100
54 باب في المرأة ترث من دية زوجها 102
55 أول كتاب الخراج والفئ والامارة باب ما يلزم الإمام من حق الرعية 104
56 باب ما جاء في طلبة الامارة 105
57 باب في الضرير يولي 106
58 باب في اتخاذ الوزير 107
59 باب في العرافة 108
60 باب في اتخاذ الكاتب 110
61 باب في السعاية على الصدقة 110
62 باب في الخليفة يستخلف 112
63 باب ما جاء في البيعة 113
64 باب في أرزاق العمال 114
65 باب في هدايا العمال 116
66 باب في غلول الصدقة 117
67 باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعيد والحجبة عنهم 117
68 باب في قسم الفيء 119
69 باب في أرزاق الذرية 121
70 باب متى يفرض للرجل في المقاتلة 122
71 باب في كراهية الافتراض في آخر الزمان 122
72 باب في تدوين العطاء 125
73 باب في صفايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأموال 128
74 باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذي القربى 140
75 باب ما جاء في سهم الصفي 153
76 باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة 159
77 باب في خبر النضير 163
78 باب ما جاء في حكم أرض خيبر 166
79 باب ما جاء في خبر مكة 178
80 باب ما جاء في خبر الطائف 184
81 باب ما جاء في حكم أرض اليمن 186
82 باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب 191
83 باب في إيقاف أرض السواد وأرض العنوة 194
84 باب في أخذ الجزية 198
85 باب في أخذ الجزية من الجوس 203
86 باب في التشديد في جباية الجزية 207
87 باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارة 207
88 باب في الذمي الذي يسلم في بعض السنة هل عليه الجزية 211
89 باب في الإمام يقبل هدايا المشركين 212
90 باب في إقطاع الأرضين 215
91 باب في إحياء الموات 226
92 باب ما جاء في الدخول في أرض الخراج 232
93 باب في الأرض يحميها الإمام أو الرجل 235
94 باب ما جاء في الركاز وما فيه 236
95 باب نبش القبور العادية يكون فيها المال 240
96 أول كتاب الجنائز باب الأمراض المكفرة للذنوب 242
97 باب إذا كان الرجل يعمل عملا صالحا فشغله عنه مرض أو سفر 245
98 باب عيادة النساء 246
99 باب في العيادة 247
100 باب في عيادة الذمي 249
101 باب المشي في العيادة 250
102 باب في فضل العيادة على وضوء 250
103 باب في العيادة مرارا 252
104 باب في العيادة من الرمد 253
105 باب الخروج من الطاعون 254
106 باب الدعاء للمريض بالشفاء عند العيادة 256
107 باب الدعاء للمريض عند العيادة 257
108 باب كراهية تمني الموت 259
109 باب في موت الفجاءة 260
110 باب في فضل من مات بالطاعون 261
111 باب في المريض يؤخذ من أظفاره وعانته 263
112 باب ما يستحب من حسن الظن بالله عند الموت 265
113 باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت 266
114 باب ما يقال عند الميت من الكلام 267
115 باب في التلقين 267
116 باب تغميض الميت 268
117 باب في الاسترجاع 269
118 باب في الميت يسجى 270
119 باب القراءة عند الميت 270
120 باب الجلوس عند المصيبة 271
121 باب التعزية 271
122 باب الصبر عند المصيبة 274
123 باب البكاء على الميت 275
124 باب في النوح 277
125 باب صنعة الطعام لأهل البيت 282
126 باب في الشهيد يغسل 283
127 باب في ستر الميت عند غسله 287
128 باب كيف غسل الميت 289
129 باب في الكفن 294
130 باب كراهية المغالاة في الكفن 298
131 باب في كفن المرأة 300
132 باب في المسك للميت 301
133 باب تعجيل الجنازة وكراهة حبسها 302
134 باب في الغسل من غسل الميت 303
135 باب في تقبيل الميت 308
136 باب في الدفن بالليل 308
137 باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض وكراهة ذلك 310
138 باب في الصف على الجنازة 311
139 باب اتباع النساء الجنازة 311
140 باب فضل الصلاة على الجنازة وتشييعها 312
141 باب في اتباع الميت بالنار 314
142 باب القيام للجنازة 315
143 باب الركوب في الجنازة 321
144 باب المشي أمام الجنازة 322
145 باب الاسراع بالجنازة 325
146 باب الإمام لا يصلي على من قتل نفسه 328
147 باب الصلاة على من قتلته الحدود 328
148 باب في الصلاة على الطفل 330
149 باب الصلاة على الجنازة في المسجد 331
150 باب الدفن عند طلوع الشمس 334
151 باب إذا حضر جنائز رجال ونساء من يقدم 334
152 باب أين يقوم الإمام من الميت إذا صلى عليه 336
153 باب التكبير على الجنازة 342
154 باب ما يقرأ على الجنازة 343
155 باب الدعاء للميت 344