الخال وأم الخالة فإنهن يحرمن في النسب لا في الرضاع وليس ذلك على عمومه والله أعلم انتهى.
قال النووي: فيه دليل على أنه يحرم النكاح ويحل النظر والخلوة والمسافرة لكن لا يترتب عليه أحكام الأمور من كل وجه فلا يتوارثان ولا يجب على واحد منهما نفقة الآخر ولا يعتق بالملك ولا يسقط عنها القصاص بقتله فهما كالأجنبيين في هذه الأحكام انتهى. قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي بمعناه. وقال الترمذي حسن صحيح، وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث عمرة عن عائشة.
(أن أم حبيبة) بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم (هل لك في أختي) أي هل لك رغبة في تزويج أختي، وفي رواية لمسلم: أنكح أختي عزة بنت أبي سفيان. وعند الطبراني: هل لك في حمنة بنت أبي سفيان. وعند أبي موسى في الذيل درة بنت أبي سفيان. وجزم المنذري بأن اسمها حمنة كما في الطبراني. وقال عياض لا نعلم لعزة ذكرا في بنات أبي سفيان إلا في رواية يزيد بن أبي حبيب. وقال أبو موسى الأشهر فيها عزة (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأفعل ماذا) فيه شاهد على جواز تقديم الفعل على ماذا الاستفهامية خلافا لمن أنكره من النحاة (أختك) بالنصب أي أنكح أختك (أو تحبين ذلك) هو استفهام تعجب من كونها تطلب أن يتزوج غيرها مع ما طبع عليه النساء من الغيرة، والواو عاطفة على ما قبل الهمزة عند سيبويه وعلى مقدر عند الزمخشري وموافقيه أي أنكحها وتحبين ذاك (لست بمخلية) بضم الميم وسكون المعجمة وكسر اللام اسم فاعل من أخلي يخلي أي لست بمنفردة بك ولا خالية من ضرة. وقال بعضهم هو بوزن فاعل الأخلاء متعديا ولازما من أخليت بمعنى خلوت من الضرة أي لست بمتفرغة ولا خالية من ضرة. قاله الحافظ. وقال في المجمع أي لست متروكة لدوام الخلوة (وأحب من شركني) وفي رواية للبخاري شاركني بالألف (في خير أختي) أحب مبتدأ وأختي خبره، وهو أفعل تفضيل مضاف إلى من ومن نكرة موصوفة أي وأحب شخص شاركني فجملة شاركني في محل جر صفته، ويحتمل أن تكون موصولة والجملة صلتها والتقدير أحب المشاركين لي في خير أختي.
قيل المراد بالخير صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، المتضمنة لسعادة الدارين الساترة لما لعله يعرض من