قال في مجمع البيان: وردت الرواية من طرق العامة والخاصة أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو قول مجاهد، وفي كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر عليه السلام قال لقد عرف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا أصحابه مرتين أما مرة فحيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه، وأما الثانية فحيث نزلت هذه الآية " فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين " أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد علي عليه السلام وقال: أيها الناس هذا صالح المؤمنين، وقالت أسماء بنت عميس سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول " وصالح المؤمنين " علي بن أبي طالب.
ولا شك في أنه أصلح المؤمنين، ومن أراد معرفة ذلك فعليه بكتب السير والأخبار من العامة والخاصة بشرط ترك العناد ونظر المعرفة وترك ما انفردت به طائفة من نقل ما يدل على ما يقول به فأنا والله ضامن لحصول العلم بذلك، وبأنه الإمام بعد الرسول صلى الله عليه وآله والأحق كما اعترف به ابن أبي الحديد في شرح الخطبة الشقشقية بعد تصحيح كونه عن أمير المؤمنين عليه السلام من غير شك من أنها تدل على أنه كان أولى، ووقع ترك الأولى من الصحابة التي أخذوا ذلك منه، وترك الأولى جايز، وإنما شكا فيها عليه السلام من ترك الأولى لا من المحرم الذي فعله الصحابة وأنت تعلم ما في هذا الكلام بعد الاعتراف بكونها منه، والعلم بتلك الشكاية المذكورة فيها، فإن مثل ذلك لا يصدر عن مثله في ترك الأولى الذي وقع من كبار الصحابة وإسناد بعض الأمور إليهم مثل قوله عليه السلام يخضمون مال الله خضم الإبل نبتة الربيع، وفعل الأول كذا، والثاني كذا، ثم قام ثالث القوم كذا بطريق الكناية والتصريح، وذلك ظاهر مع أنه ليس محل ذكر مثله إلا أن النفس ممتلئ من المتقدمين يترشح من غير اختيار.
ثم أعظم مما ذكر من المعاتبة وعدم رضى الله تعالى من بعض نسائه وما يفعلن ما يفهم من قوله تعالى " عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن " على تغليب المخاطب وهما عائشة وحفصة أو تعميم الخطاب، ويحتمل التخصيص بهما فقط، حيث قال في الكشاف والقاضي: إن الكلام كان معهما وهما مخطئة وإطلاق