والمستلذات المتوهمة، وهو في الحقيقة شر لكم لأنه يمنعكم من السعادات الدنيوية والأخروية، وكذا جميع التكاليف والعبادات المقربة والمناهي المبعدة المهلكة، والله يعلم مصالحكم ومنافعكم، وما يضركم وما ينفعكم، فيمنعكم عن المضرات، ويرغبكم في المنافع والفوائد، وهي مخيفة عليكم بظاهر نظركم، و ما تعلمونها لقلة تدبركم، وكثرة الشهوات التي تسترها، والكسل الذي يزين عدمها، ولوازم البشرية التي تعكسها، فهي صريحة في وجوب الجهاد على الاجمال والتفصيل مبين في الكتب الفقهية.
الثانية: يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر، فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (3).
أي يسألونك يا محمد عن القتال في الشهر الحرام، هل هو جايز أم لا؟ - والسائلون أهل الشرك على جهة التعيير على المسلمين باستحلالهم القتال في شهر رجب بناء على زعمهم لا حقيقة، كما يفهم من سبب النزول، وقيل السائلون المسلمون ليعلموا الحكم، فقتال بدل عن الشهر بدل الاشتمال إذ الزمان مشتمل على ما فيه - قل: إن القتال في شهر الحرام ذنب كبير وإثم عظيم لكن الصد عن سبيل الله أي المنع من الحج وغيره من العبادات كما تفعلون، والكفر بالله وصد المسجد الحرام وإخراج أهل المسجد وهو المسلمون من المسجد الحرام كاخراجكم المسلمين من مكة حتى هاجروا إلى المدينة أكبر وأعظم ذنبا ووزرا عند الله، فصد نكرة موصوفة